منوعات

خبير جودة التخطيط الاستراتيجي يكتب ما لا تستطيع شراءه لا تصنعه

قال الدكتور أحمد شعراوي، خبير جودة التخطيط الاستراتيجي والتميز المؤسسي، إنه لم نفكر سابقاً لماذا  شركات كبيرة مثل ” بي إم دبليو ” ” ومرسيدس” ” وتويوتا ” لا تصنع بطاريات عربيات أو إطارات عربيات أو  مقاعد وأحياناً لا تصنع هيكل السياره ؟؟

هذه الشركات برغم رأسمالها البالغ مليارات الدولارات فلماذا لا تصنع كل مكونات السياره بالكامل من الألف للياء ؟؟؟ لأن هناك مبدأ في البيزنس يقول (what you can buy it never make it) بمعني ما تستطيع شراؤه لا تقم بتصنيعه وركز في تصنيع شيء أكثر أهمية أو  لا تصنع من الأصل وركز علي شيء أخر يعطيك ميزه تنافسية أكبر من التصنيع .

في بداية الثمانينات ، كانت هناك منافسة شرسة بين ” أبل ” و ” أي بي إم ” علي تصنيع أفضل حاسب ألي شخصى وكل شركة كانت تحاول تطور نماذج أكثر تطور من الأخرى وفجأه ظهرت ” ديل Dell ” اللي تحولت لعملاق عالمى في 4 سنين وكانت أكبر شركة تتطور وتكبر في التاريخ بمعدل تطور أعلى حتى من ” مايكروسوفت ” بالرغم إن ” ديل ” لم يكن لديها مصنع ولكنها استفادت من كل المصنعين في ذلك الوقت بمفهوم جديد علي السوق وهو (التجميع) يعنى أنا لا أصنع لكن أستفيد من كل المصنعين وأجمع منتجاتهم في جهاز وعليه اسم ” ديل ” رغم إن مكوناته غير مصنعه عن طريق ” ديل ” ولكن مجمعه عن طريق ” ديل ” .

مبدأ ال Outsourcing أو التعهيد وهو أن تعهد لمهمة أو مجموعة من المهام لشركات أخرى تقوم به مقابل مادى قد يكون أعلى من ما تصرفه أنت مقابل أن تتفرغ أنت فقط للميزة التنافسية أياً كانت مثل شركات السيارات التي (تعهد) لمصانع أخرى بعمل الإطارات والهياكل والمقاعد والبطاريات من أجل أن تركز هي في الموتور مثلاً والتسويق للعلامة التجارية الخاصة بها .

شركة عالمية أخري من أكبر الشركات في العالم طبقت هذا المبدأ في كل شيء وهي (أمازون)… أمازون لا تنتج أي منتج ولكن تعرض منتجات الغير ولا توصل أي منتج ولكن تعهد لشركات الشحن بذلك هي فقط تقوم بأخذ الطلبيات من العملاء وإرسالها للموردين ومتابعة الموردين وتحصيل المبالغ عن طريق شركات دفع : ومحاسبة الموردين وفي النهاية الكل كسبان

في بداية التسعينيات مثلاً كانت هناك موضة بنقل المصانع للصين وده كان من كل الشركات العالمية زى ” نايك ” مثلاً وبعد ذلك بفترة أصبح المصنعين بدلاً من نقل مصانعهم يقوما بتعهيد Outsource التصنيع في الصين يعني مصنع ” نايك ” مثلاً بدل ما ينقل المصنع لأ يبحث عن مصنع مناسب يقوم بتصنيع منتجات ” نايك ” مقابل مادى محترم مع وضع مواصفات قياسية للإستلام وده زي كثير من موديلات الملابس الفاخرة في إيطاليا وأسبانيا وفرنسا ما بتعهد بالتصنيع لمصانع في مصر زي ” ماسيمو دوتي ” علي سبيل المثال وليس الحصر :

كثير من مصانع الملابس في مصر مثلاً بتعهد بعملية التطريز لمشاغل تطريز متخصصة وبيتحاسبوا معاهم بالغرزة بدل ما يشترى مكن تطريز ويعين عمال ويتابعهم ويشرف عليهم ويفقد التركيز في ما هو متخصص فيه :

لو اتكلمنا علي التعهيد وأمثله له مش هانخلص وأخر مثال طبعا ” أوبر وكريم ” في مصر اللي مفيش شركة منهم تمتلك سيارة واحده لكنهم بيتحكموا في أساطيل سيارات عملاقة عن طريق تعهيد أى توصيله للمشتركين في البرنامج .

في النهاية ، أى  شركة تريد أن تكبر  لابد أن تعهد لبعض أو كثير أو كل العمليات التي تقوم بها للغير ولا تقوم بإعادة إختراع العجلة وتستفيد من مصانع ومنتجات كثيرة موجودة ومتطورة لكن غير مستغلة الإستغلال الكافي وفي النهاية استثمر وقتك ووقت شركتك ولا تقوم بتصنيع ما يمكن أن تشترية حتي لو كان أحيانا أغلي حتي لا تفقد التركيز فيما تبرع به.

نرشح لك: خبير التخيطط الاستراتيجي «أحمد الشعراوي» ضيف برنامج صباح الدلتا يوم الجمعة المقبل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى