تقاريرمنوعات
أخر الأخبار

50 سنة انتصارات أكتوبر نماذج من اعظم البطولات وأهم المعارك

50 سنة انتصارات أكتوبر، حرب الاستنزاف كانت بمثابة تدريب حي على المعركة الكبرى استطاع فيها الجندي المصري من كسر حاجز الخوف عند عبوره خط بارليف المنيع وقتال العدو الإسرائيلي  عدد كبير من القادة والجنود الذين التقينا بهم يقولون إن حرب أكتوبر كانت أسهل بكثير من معارك الاستنزاف التي قمنا بها خلال ٦ أعوام قبل حرب أكتوبر، وأظهرت قوة وبراعة المقاتل المصري في تفوقه على نظرية الأمن الإسرائيلى.

أهم العمليات العسكرية التي قام بها الجيش المصري عقب نكسة ٥ يونيو حتى عام ٧٠

بدأت القوات المسلحة المصرية على امتداد الجبهة بتنظيم الدفاعات بما تيسر لها من إمكانات في نشر كتائب  الدفاع الجوي والمدفعية بطول شاطئ القناة كما سارعت الدول العربية والصديقة بإرسال أسلحة ومعدات مثل الجزائر والعراق وتونس إلى جانب عمل اتفاقيات وعقود مع  الاتحاد السوفيتي لمد مصر  بصفقات أسلحة حديثة مثل صواريخ ساجر وطائرات الميج والسوخوي.

وبدأت القوات المسلحة بالأخذ بالثأر فقامت قوات الصاعقة بتدمير الأسلحة والذخيرة التي تركتها قواتنا خلفها في سيناء حيث قام ابراهيم الرفاعي ورجاله من الصاعقة بتدمير القطار المحمل بالأسلحة المصرية بعد أيام قليلة من هجوم القوات الإسرائيلية على سيناء، والتي اعتبرتها غنائم حرب وظلت انفجارات القطار وألسنة النار ممتدة لأيام في قلب دفاعات العدو.

بدأت حرب الاستنزاف في مارس 1969 وهو تعبير أطلقه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على العمليات العسكرية التي دارت بين القوات المصرية غرب قناة السويس والقوات الإسرائيلية المحتلة لمنطقة سيناء عقب حرب الأيام الستة التي احتلت فيها إسرائيل الأرض العربية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وسيناء، وفي 7 أغسطس، 1970 انتهت المواجهات بقرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار.وانطلقت حرب الاستنزاف برفع الروح المعنوية للمقاتل المصري وطمأنة الشعب كله استعدادا   لمعركة التحرير الكبرى واستعادة أراضينا المغتصبة.

وكانت المرحلة الأولى فى حرب الاستنزاف تحطيم صورة المقاتل أسطورة الجيش الذي لايقهر بعد قيامه بعمل دشم وقلاع وإنشاء خط بارليف لمنع المصريين من عبور القناة ولتحقيق هذا الهدف بدأت العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شرق قناة السويس، وأن سقوط قتلى وجرح وأسرى في صفوف العدو سيؤدي إلى استنزافه ونزع ما اسموه بالتفوق التكنولوجي للأسلحة الذي حدث في 5 يونيو 1967.

وتضمنت حرب الاستنزاف هجمات متعددة ضد الاحتلال في سيناء وحتى في مناطق خارج منطقة الصراع تماما، مثل عملية تفجير حفار إسرائيلي  بساحل العاج في المحيط الأطلنطي وضرب العمق الإسرائيلي بعمليات داخل أراضيه في إيلات الأولى والثانية والثالثة وضرب المستعمرات الإسرائيلية بعد قرار عبد الناصر ضرب العمق بالعمق عندما قامت إسرائيل بضرب أهداف مدنية في قنا وأبو زعبل وبحر البقر وكان من أهم إنجازات حرب الاستنزاف معركة «رأس العش» وعملية «إيلات» التي تم خلالها الهجوم على الميناء حيث تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين وإغراق السفن الإسرائيلية بات يوم وبيت شيفع  بواسطة رجال الضفادع البشرية المصريين الذين ذهبوا لعقر دار العدو فى إيلات.

مراحل حرب الاستنزاف

استهلت  مصر حربها ضد إسرائيل بمرحلة أطلقت عليها اسم مرحلة الصمود ثم  انتقلت بعدها القوات المسلحة المصرية إلى مرحلة لدفاع النشط ثم تطور القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها الاستنزاف  لتصل الي مرحلة تحرير الارض واستعادة سيناء من براثن العدو الإسرائيلي.

وكان الهدف من مرحلة الصمود هو سرعة إعادة البناء ووضع الهيكل الدفاعي عن الضفة الغربية لقناة السويس، واستغرقت هذه المرحلة، من يونيو 1967 إلى أغسطس 1968  أما مرحلة الدفاع النشط  فقد كان الغرض منها تنشيط الجبهة والاشتباك بالنيران مع القوات الإسرائيلية بهدف تقييد حركة قواتها في الخطوط الأمامية على الضفة الشرقية للقناة  وافقادها الكثير من الخسائر في الأفراد والمعدات، واستغرقت هذه المرحلة المدة من سبتمبر 1968 إلى فبراير 1969.

وتصاعد القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها الاستنزاف وذلك من خلال عبور بعض القوات، والإغارة على القوات الإسرائيلية، وكان الهدف منها تكبيد إسرائيل أكبر قدر من الخسائر في الأفراد والمعدات وزعزعة استقرارهم في سيناء وتذكيرهم ان وجودهم فيها وضع مؤقت حتي نستعيدها  واستغرقت هذه المرحلة من مارس 1969 إلى أغسطس 1970.

معركة رأس العش، أهم المعارك  حرب الاستنزاف 

هي أولى المعارك التي خاضها الجيش المصري في مواجهة جيش إسرائيل  ولقنت فيها كتيبة صغيرة من الصاعقة قوات الاحتلال الإسرائيلي درسا لم ينساه ١ في يوليو عام 1967 أي بعد أقل من ٢٠ يوما فقط، وانتصر المصريون في المواجهة الأمر الذي أدى إلى رفع الروح المعنوية للمقاتل المصري وكانت تمثل أيضا علامة بارزة من علامات مرحلة الصمود التي وقعت في أعقاب حرب يونيو.

تفاصيل معركة رأس العش

ففي الساعات الأولى من صباح 1 يوليو 1967 وبعد ثلاثة أسابيع من حرب يونيو  تقدمت قوة مدرعة إسرائيلية من القنطرة شرق في اتجاه الشمال بغرض الوصول إلى ضاحية بور فؤاد المواجهة لمدينة بورسعيد على الضفة الشرقية لقناة السويس كان الهدف احتلال بور فؤاد المنطقة الوحيدة في سيناء التي لم تحتلها إسرائيل أثناء عمليات حرب يونيو 1967 وتمكنها من تهديد بورسعيد ووضعها تحت رحمة الاحتلال الإسرائيلي.

فقام مقاتلوا الصاعقة  بعمل خط دفاعي أمام القوات الإسرائيلية المتقدمة والتي شملت ثلاث دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية في عربات نصف جنزير، وقامت بالهجوم على قوة الصاعقة التي تشبثت بمواقعها بصلابة وأمكنها تدمير ثلاث دبابات معادية.

ووضعوا خطة محكمة  لاقتناص المدرّعات الإسرائيلية، واتخذ الكل أدواره ومواقعه، وظهرت بوادر المدرعات الإسرائيلية، وفجأة، انفجر اللغم الأرضي في مقدمة الموكب الإسرائيلي، وانفجر آخر في مؤخرة الموكب الإسرائيلي.

وقد عاود العدو الهجوم مرة أخرى، إلا أنه فشل في اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف من الجنب، وكانت النتيجة تدمير بعض العربات نصف جنزير بالإضافة لخسائر بشرية من جانب القوات الإسرائيلية التي اضطرت للانسحاب، وظل قطاع بور فؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء الذي ظل تحت السيطرة المصرية حتى نشوب حرب أكتوبر 1973.رد الفعل الاسرائيلى

وردا علي ما فعلته الصاعقة المصرية قام العدو الإسرائيلي بعد معركة رأس العش يوم 4 يوليو 1967، بمحاولة فاشلة لإنزال لنشات وقوارب في قناة السويس، في مناطق «القنطرة – كبريت – الشط – بور توفيق لإبراز سيطرتها على القناة  إلا أن القوات المصرية تصدت لها في البر والبحر والجو ما أدى إلى إفشال جميع المحاولات.وخسرت إسرائيل ثمان طائرات، وثمانية زوارق بحرية، فضلًا عن إصابة وتدمير 19 دبابة، و18 مركبة مدرعة، و27 مركبة محملة بالذخائر، إضافة إلى خسائر كبيرة في الأفراد.

دور القوات الجوية في الاستنزاف:

قامت  القوات الجوية خلال يومي 14 و15 يوليو 1967 باول معاركها فقد نفذت القوات الجوية المصرية طلعات هجومية ضد القوات الإسرائيلية في سيناء، أحدثت فيها خسائر فادحة، بل أدت إلى فرار بعض من الأفراد الإسرائيليين من مواقعها، وهو ما أدي إلي زيادة الثقة لدى المقاتلين في قواتهم الجوية بعد هذه العملية الناجحة وسميت بضربة مدكور ابو العز قائد القوات الجوية وقتها.

دور المدفعية في الاستنزاف

كانت عبارة عن اشتباكات  كبير ة ركزت فيها المدفعية المصرية كل إمكانياتها في قطاع شرق الإسماعيلية يوم 20 سبتمبر 1967، وتمكنت خلالها  من تدمير وإصابة عدد كبير من الدبابات الإسرائيلية بالإضافة إلى  الإصابات في الدبابات الأخرى وعربات لاسلكي، وأسقطت 25 قتيلًا و300 جريح منهم.

دور القوات البحرية 

شهدت الفترة التي أعقبت حرب يونيو 1967 وحتى أوائل أغسطس 1970، أنشطة قتالية بحرية بين الجانبين وكان كلاهما يهدف إلى إحداث أكبر خسائر في القوات البحرية للطرف الآخر بغرض إحراز التفوق والحصول على السيطرة البحرية.

كان أهمهم  دخول المدمرة إيلات ومعها زوارق الطوربيد ليلة 11/12 يوليو 1967 داخل مدى المدفعية الساحلية في بورسعيد بمثابة استفزاز للجيش المصري وعندما تصدت لها زوارق الطوربيد المصرية فتحت إيلات على الزوارق وابلا من النيران ولم تكف عن الاستفزاز حتى  صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية المصرية بتدمير المدمرة إيلات تماما وإخفائها من الوجود.

وفي يوم 21 أكتوبر 1967 تمكنت زوارق صواريخ البحرية المصرية من إغراق المدمرة إيلات في منطقة شمال شرق بورسعيد وكانت هذه المعركة بمثابة أول استخدام لصواريخ “سطح سطح ضد مدمرة  ونتج عنها خسارة فادحة للقوات البحرية الإسرائيلية خاصة وأن هذه المدمرة كانت تمثل أهمية كبيرة للبحرية الإسرائيلية في ذلك الوقت وتحمل على متنها طلبة الصف النهائي للكلية البحرية الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى