تخطط مجموعة “إكسون موبيل” النفطية العملاقة، لشطب قيمة أصول الغاز الطبيعي المملوكة لها في الولايات المتحدة، وأمريكا الجنوبية، بقيمة تصل إلى 20 مليار دولار، في أضخم عملية تخفيض في تاريخها الحديث، كما ستقوم بتخفيض إنفاق رأس المال على المدى الطويل وفقا لبلومبرج.
وقالت الشركة ، إنَّها ستتحمل رسوم تخفيض القيمة غير النقدية للربع الحالي، بعد إزالة عدد من حقول الغاز من خطتها للتطوير، مشيرة إلى أن إنفاقها الرأسمالي، لن يتجاوز 25 مليار دولار في العام حتى عام 2025، وهو أقل بـ10 مليارات دولار عن هدف الشركة قبل الوباء.
وجاء هذا الإعلان في الأيام الأخيرة من سنة متعبة بالنسبة لعملاق النفط في تكساس، الذي عكس مساره في العديد من توقُّعات النمو الطموحة، نظرا لأن انتشار وباء فيروس كوفيد 19 خفض الطلب على النفط الخام. وتهدف تخفيضات الإنفاق، وتقليل عدد الوظائف بشكل أساسي إلى الدفاع عن أرباح أسهم الشركة التي تحتل ثالث أعلى موقع على مؤشر “إس أند بي 500”.
وعلى عكس نظرائها الأوروبيين، اختارت “إكسون” أن تلتزم بصرف 15 مليار دولار سنويا، وزادت من استدانتها في الأشهر الأخيرة من أجل تمويلها، وخدمة أولويات رأس المال الأخرى. كما كانت أرباح أسهمها في ازدياد مستمر كل عام طوال أربعة عقود تقريباً.
ومنح التفاؤل، بأن اللقاح سرعان ما سيجعل العالم يستعيد نموه الاقتصادي، بعض الدعم لأسعار النفط الخام في الأسابيع الأخيرة، لكن لا يزال من المحتمل أن يكون أثر العدوى على شركات النفط الكبيرة مستمراً لوقت طويل. ومع تسريع العملاقين الأوروبيين، “رويال دوتش شيل”، و”بي بي” من تحولهما نحو الطاقات المتجددة، وقيام “إكسون” بتخفيضات هائلة في الإنفاق؛ يتوقع أن يتقلص تدفق رأس المال إلى مشاريع التطوير التقليدية الكبيرة في السنوات القادمة.
ولاحظ “جايسون غابيلمان”، المحلل في “كوين أند كو” تغييرا طفيفا في الكلمات التي تختار “إكسون” استخدامها، مما قد يشير إلى تغيير جذري في الأولويات المالية.
وقال في مذكرة موجهة للعملاء، إنه في حين كان تنفيذيو الشركة يصفون أرباح “إكسون” بأنها “موثوقة ومتنامية” خلال مكالمة الفيديو لمناقشة أرباح الربع الثالث؛ فإن بيان يوم الإثنين لم يذكر إلا الموثوقية فحسب.
قال كبير المديرين التنفيذيين “دارين وودز” في بيان له: “إن استمرار التركيز على التصنيف المرتفع لقاعدة الأصول من خلال عمليات الاستكشاف، وسحب الاستثمارات ووضع أولويات لفرص التطوير المميزة، سيحسِّن من قوة العائدة، وتوليد السيولة، ويعيد بناء قدرة الميزانية”.
وكانت “إكسون” تحذر حملة الأسهم منذ شهر أكتوبر من أن أصول الغاز معرضة لخطر تخفيض قيمة كبيرة، وكانت أضخم عملية تخفيض قيمة أصول، قد قام بها عملاق الطاقة هذا في عام 2016، وبلغت 3.4 مليار دولار تقريباً، وفقاً لبلومبرغ إنتيليجينس.
وقالت الشركة، إن الأصول التي تم شطبها من خطط التطوير في “إكسون”، تتضمن ما يسمى مصادر الغاز الجافة في “أبالاشياند”، و”جبال روكي في أوكلاهوما” بتكساس و”لويزيانا”، و”أركسناس” إلى جانب غرب كندا والأرجنتين، وستحاول بيع الأصول “الأقل استراتيجية”.
