استثمارتقارير

خبير استيراتيجي: حاضنات الأعمال رمانة الميزان لرواد الأعمال والشركات الناشئة بالوطن العربي

الكثير منا كخبراء تخطيط استراتيجي وتطوير أعمال واقتصاديين  نبحث دائماً عن آليات مستحدثة ومتطورة لتطبيق وتنفيذ سياسات الأصلاح الأقتصادي والأجتماعي ومواجهة عولمة السوق وما يتعلق بالحل السليم والوثيق لمشكلات اقتصادية بنيوية تتعرض لها معظم الاقتصادات خصوصاً في:

ارتفاع معدلات البطالة.
ارتفاع معدلات التضخم.
سوء توزيع الثروات وعدم العدالة في توزيع الدخول والثروات.
ارتفاع نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي.
ارتفاع نسبة العجز في موازين المدفوعات.
عدم فاعلية آليات السوق وآليات التدريب والتعليم.

إضافة لعدم الاستخدام الامثل للموارد سواء كانت مادية أو بشرية، باعتبار أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة مصدر أساسي للتوظيف والقيمة المضافة والناتج الوطني.

وتُخلق الثروات عن طريق توفير منتجات متطورة تلبي حاجات السوق وتحسن الدخل لفئات وشرائح واسعة من المجتمع وزيادة التنمية على صعيد الفرد والمجتمع، وتوفر أنشطة معينة تخلق أسواقاً جديدة، وبالتالي تكون نسبة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي عالية باعتبارها :

– حاضنة للمهارات والابداعات من خلال تعزيز بيئة ذات انجاز متفوق للتحفيز والمحافظة على أفضل المهارات والخبرات والكفاءات وبالتالي تشكل مجالاً رحباً للابداع والافكار الجديدة .
– كما لها دور أساسي للمساعدة على الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي من خلال تشجيع نمو الأعمال الصغيرة، مع دورها الأساس أيضاً في تغذية المشروعات الكبيرة بالأفكار الجديدة من خلال التكامل والاعتمادية بينها وبين المشروعات الكبيرة.

وبعد أن أثبتت الدراسات والبحوث أن المشروعات الصغيرة بطبيعتها اكثر قابلية للتغيير والتطوير وأكثر تقبلا للافكار المستحدثة وبالتالي يمكن أن تتطور بصورة أسرع وأكفأ من المنشآت الكبيرة، التي يصعب فيها اتخإذ القرارات في الوقت المناسب والتي تنأى عن المجازفة بالدخول في مغامرات تجارية غير مضمونة العواقب لاسيما أن نجاح المشروعات الصغيرة يتوقف على مدى الدعم والعون الجاد والدعم المكثف الذي تتلقاه في بداية تأسيس المشروع حتى يجتاز مصاعب المراحل الأولى من إنشائه.

ولقد كشفت الدراسات والتحاليل وتشخيص الحالات بأن حاضنات الأعمال Business Incubators هي إحدى الوسائل الفعالة إن لم تكن أكثرها فاعلية لتقديم هذا الدعم بصورة غير مكلفة، سواء في المدن الكبيرة أو التجمعات الحضرية أو المناطق الفردية، علماً أن الحاضنة Incubators يمكن تعريفها بأنها منظومة متكاملة توفر كل السبل من مكان مناسب به كل الامكانات المطلوبة لبدء المشروع وشبكة من الارتباطات والاتصال بمجتمع الأعمال والبضاعة، وتدار هذه المنظومة عن طريق ادارة متخصصة توفر جميع أنواع الدعم اللازم لزيادة نسب نجاح المشروعات أو الملتحفة معها والتغلب على المشاكل التي تؤدي إلى فشلها وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها.

علماً أن صناعة الحاضنات تطورت إلى أن أصبحت بحدود 3500 حاضنة، في الولايات المتحدة الامريكية 1000 حاضنة، وفي الدول النامية 150 حاضنة، وفي الصين 465 حاضنة، وفي كوريا والبرازيل 200 حاضنة، وفي مصر 18 حاضنة، وفي المغرب حاضنتان .

وهذه الحاضنات توفر وحدات انتاجية وادارية ذات تجهيزات خاصة ملائمة مقابل قيم ايجارية مدعومة ولفترات لاتزيد عن 3 سنوات (فترة الاحتضان)، كذلك فإنها توفر خدمات مركزية (السكرتارية – خدمات ادارية وفنية وتسويقية، وخلق صورة ذهنية للنجاح أمام رواد الأعمال الشباب).

أما أهميتها فإنها تعمل على التنسيق بين الوحدات الانتاجية ذات الأنشطة السلعية والخدمية المترابطة أو المتكاملة والهيئات المساندة المختلفة، سواءً كانت حكومية مالية أو البحثية في إطار واحد يكفل التنافسية سواء في الاسواق المحلية أو الاقليمية، علماً أن فكرة الحاضنات بدأت منذ عام 1959.

كما أن الحاضنات Incubators توفر برامج متخصصة لتمويل المشروعات الجيدة ذات الأفكار المبتكرة من خلال مشروعات رأس المال المخاطر، كما وأنها تقدم المساعدة من خلال مستشاريها في تقديم المتابعة والتقييم بشكل مستمر، كما أنها توفر المعدات والاجهزة الخاصة بالحاسب الآلي والخدمات المكتبية وغيرها.

ويمكن تقسيم الحاضنات إلى أنواع عدة منها:

– حاضنات تقنية، تكون جزءاً من مشروع متكامل يتضمن مؤسسات تعليمية او بحثية ولها اهتمامات تهدف الى تحقيق تنمية المنطقة عن طريق الابحاث العلمية والابتكارات التكنولوجية وتحويلها الى مشروعات ناجحة.
– حاضنات عامة، تقوم بخدمة الكثير من مشروعات الاعمال بدون تخصص محدد غير انها قد تركز على مجالات الابتكارات في قطاع الاعمال الخاصة وقد يجري تأسيس الحاضنات العامة لهذا الغرض أو يتم إنشاؤها لخدمة قطاع محدد ثم تتحول الى حاضنة عامة.
– حاضنات محلية، وتهدف الى استغلال موارد محلية معينة لتطوير مشروعات اعمال جديدة في قطاع محدد وبالتالي تصبح الحاضنة نواة للنمو المحلي وتركز على جذب مشروعات الاعمال الزراعية والصناعات الهندسية الخفيفة او ذات المهارات المتميزة.
– حاضنات تنمية، تهدف إلى إنشاء مشروعات أعمال وشركات تنمية عن طريق تأسيس الفرق المناسبة للادارة بحيث تكون قادرة على استغلال وتنمية فرص تجارية محددة وكذلك عن طريق انتقاء المتفوقين في مجال التنمية وإمدادهم بالمهارات والإرشادات اللازمة الضرورية.

من كل هذا يمكن أن نستنتج بأن الحاضنات التجارية أداة هامة لدعم أو نمو الشركات الصغيرة والمشروعات التجارية المتواضعة، خاصة تلك القائمة على المهارات الفردية وذلك بالعمل على تطوير وتنمية وتسويق منتجاتها، وعادة ما تحقق معدلات نمو عالية وسريعة خلال فترة احتضانها إذ إنها تمنح الحاضنات لهذه المشروعات فرصا للنجاح والتطور في ظل المنافسة المتزايدة.

علماً أن فكرة الحاضنة تكون في البداية وكأنها فكرة بسيطة وبعدها تثبت أنها تحقق بين طياتها تحديات كثيرة لما يتطلبه عملها من توفير آليات فعالة توفر فرص عمل وتؤدي إلى تنمية اقتصادية للمجتمعات بما تنتجه من منشآت قوية تحقق الكثير من طموحات أصحابها، إذ يتم تحويل الأفكار الوليدة والتقنيات الجديدة إلى منتجات تتغلغل في السوق وتحقق لأصحابها أرباحاً مجزية.

نرشح لك: زيادة استثمارات البنية التحتية بنسبة 340% على مدى السنوات السبع الماضية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى