بورصات وشركات

كيف تستقبل بورصات الخليج ومصر فوز بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية؟

فوز بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية

 استبعد محللون أن يكون لإعلان وكالات أنباء عالمية فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعد معركة شرسة مع منافسة دونالد ترامب آثر سلبي كبير على أداء أسواق المال في الخليج ومصر خلال جلسات الأسبوع الجاري، لاسيما وأن الكلمة العليا ستكون الفترة المقبلة لنتائج الشركات إضافة إلى السبل الرسمية في بورصات المنطقة لجذب المستثمرين الأجانب والتي يأتي في مقدمتها الطروحات الحكومية، بحسب المحللين.
وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الأمريكية، اليوم السبت، فوز بايدن بسباق الرئاسة بعد فوزه بولاية بنسلفانيا التي تمتلك 20 مقعداً في المجمع الإنتخابي، ليصل بذلك عدد مقاعد بايدن في المجمع الانتخابي 273 مقعداً في مقابل 213 مقعداً للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وعلى مستوى أسواق المال الإقليمية، فبنهاية جلسة الخميس الماضي، ارتفعت أغلب مؤشرات البورصات العربية، حيث ارتفعت البورصة السعودية طفيفاً بنسبة 0.01% وارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية بنسبة 0.7%، وزاد مؤشر سوق دبي 0.32%، وارتفع سوق أبوظبي 0.6%.
وتوقع أيمن فودة رئيس لجنة أسواق المال بالمجلس الاقتصادي الأفريقي، أن يسيطر الاستقرار على أداء بورصات الخليج ومصر في ظل الترجحيات أيضا بإستقرار البورصات العالمية.
وأشار إلى أنه إذا كان هناك تأثيرات سلبية على الأسواق وهو المستبعد بعد استيعاب النتيجة و فوز بايدن إلا أن هذه التأثيرات ستكون مؤقتة لحين تأكيد بايدن على تبنيه دفع الاقتصاد الامريكى من خلال سياسات متوازنة مع دول العالم و خاصة الصين ثانى أكبر اقتصاد في العالم.
ولفت فودة إلى أن ذلك سينعكس بدوره تدريجيا على الأسواق المالية بعد اعطاء الثقة فى الاقتصاد و المؤشرات الأمريكية، متابعا: “لذا فلا داعى للقلق من فوز الديمقراطى جو بايدن”.
و كانت هناك ثلاث جلسات من الصعود بالسوق المصرى خلال إجراء الانتخابات و مع اغلاق الأسبوع بارتفاع المؤشر الرئيسي لأكثر من 1% و ارتفاع رأس المال السوقى ب 3.374 مليار جنيه على أساس اسبوعى و كذلك عودة التجارى الدولى لملأ الفجوة السعرية التى حققها خلال الهبوط مع أزمة مجلس إدارته. 
وتوقع فودة سيطرة الأداء العرضى المائل للصعود على المؤشر الرئيسي مع دخول سيولة مؤسسية بالقيادات ، فيما سيتذبذب أداء السبعينى متأثرا بموجات لجنى الارباح تبادلى على أسهمه التى شهدت صعود قوى خلال الفترة الماضية مع ظهور قيادات جديدة للمؤشر ستبدأ فى الانطلاق خلال جلسات الأسبوع المقبل. 
وأضاف أن ذلك يتوجب معه عدم التفريط بالاسهم مع استمرار المتاجرات العكسية و الطبيعية حسب أداء السهم خلال الجلسة و الاتجاه للأسهم ذات التذبذب السعرى التى تتمتع بأداء تجميعى يسمح باستخدام ألية الزيرو بعد حساب المخاطرة و الانتقائية الشديدة للأسهم التى تسمح بذلك .. و التأكيد على ثلث المحفظة سيولة مالية و التخلى تماما عن سياسية البيع الآجل.
ومن جانبه قال محمود شكري الرئيس التنفيذي لمجموعة إيه إم إس للاستثمار ، أنه لا شك إن الانتخابات الأمريكية هذه الدورة هي الأشرس على الإطلاق ، في ظل تنافس حاد بين مرشح متقدم جون بايدن ومرشح يلوح بالطعن في النتائج حتى قبل ظهورها بشكل رسمي، ولعل حالة الضبابية في النتائج وتأخير موعد حسمها حتي الان رغم اعلان وسائل اعلام امريكيه واستباقها للنتائج الرسمية بإعلان فوز بايدن، آثر على أسواق المال الأمريكية، بشكل ايجابي عكس التوقعات.
وأضاف أن الداو جونز الذي حقق قمته التاريخيه في عهد ترامب، عكس اتجاهه حتي في ظهور نتائج تعكس تقدم بايدن الذي لوح في برنامجه للمبادرات من اليوم الأول بحزم اضافيه لدعم الاقتصاد الامريكي للاسراع من التعافي من جراء اجراءات كورونا.
وأشار إلى أن هذا الارتفاع سينعكس بشكل ايجابي على أسواق مصر والدول الخليجيه، تزامنا مع الاعلان عن النتائج الأولية لهذه الانتخابات، مشيرا إلى أن عمليات التصحيح بالأسواق الخليجية والمصريه علي حد سواء جاءت الفترة الماضية نتيجية للارتفاعات التي شهدتها بفضل عودة الثقه تدريجيا مع فتح الأنشطة الاقتصادية.
وأضاف إن تأثر الأسواق الخليجية والمصرية يعد في الاتجاه الصاعد من الناحيه الفنيه، مؤكدا أن تأثير إعلان تلك النتائج الأولية للرئاسة الأمريكية سيكون محدودا، متوقعا أن تشهد الاسواق المصريه والخليجيه، ارتفاع حذر بفوز بايدن وفي انتظار اول اعلان له للتضح رؤيته تجاه حزم التعافي والاجراءات الاقتصاديه المرتقبه.
وبدورها، توقعت حنان رمسيس الخبيرة الاقتصادية بشركة الحرية لتداول الاوراق المالية ، أن تتفاعل الأسواق ربما بالإيجاب استجابة إرضاء الأمريكان عن اختيارهم فالموضوع حسم لاسم جو بايدن رئيس للولايات المتحدة بعد فترة من عدم اليقين والغموض.
وأكدت أنه كلما أصبح الموقف أكثر وضوح تفاعلت الأسواق سواء بالإيجاب أو بالسلب ففي الأسواق الأمريكية والتي بدأت في الارتفاع التدريجي لتعويض خسائرها  بعد موجة من الانخفاضات.
وأوضحت أن رؤية المتعاملين والمستثمرين في أمريكا و أوروبا تختلف عن رؤيتنا في الوطن العربي والمخاوف تتعلق بأسلوب التعامل التدخلات في السياسات ورعاية وتنمية الديمقراطية كما يزعم الديمقراطيين.
وأشارت إلى أنه قد تكون المخاوف ليس لها اساس من الصحة في الوقت الحالي فمعظم الدول العربية مرت بحراك سياسي ثم بدأت في اتخاذ إتجاة دون الآخر فمصر بعد إصلاح اقتصادي  وبعد نمو اقتصادي وتصنيفات ائتمانية لن ترجع الي الوباء فاثبتت وجودها وقدرتها علي التواجد في مصاف الدول المحققة معدلات نمو مرتفعة اما الأسواق فيتوقف تأثيرهم علي استثمارات الأجانب وفي تصوري انهم لن يحضروا أموال الخليج في سبيل نشر الديمقراطية المزعومة.
ومن جانبه، قال محمد عبد الهادي، مدير شركة وثيقة لتداول الأوراق المالية،  أنه لا أحد يستطيع تحديد الموقف بشكل نهائي وسلوك وتصرف المستثمرين بكافه الأسواق الخليجية والمصرية.
وأشار إلى أن التاريخ يستطيع رسم ملامح البورصات من خلال الاحتفال بالمرشح الرئاسي الأمريكي لفترة جديدة وبالتالي فإن البورصات ومدي ارتباطها بالبورصات العالمية سوف تحتفل بالمرشح الرئاسي وهو بايدن وذلك وقتي فقط ولكن الأنسب للبورصات من بين المرشحين هو من يقدم حوافز اقتصادية وخاصة للشعب الأمريكي.
وأكد عبدالهادي، أنه من الأفضل للبورصات هو دونالد ترامب الذي يملك 144 شركة في 25 دولة في العالم ويهتم بالبورصة الامريكية، وفي حال فوزه كانت البورصات التي تعد مصب اهتمامه بلا شك ستتحرك وبقوة صوب 30000 وبالتالي تحرك كافة البورصات بنفس التحرك.
ويعتقد الدكتور محمد راشد الخبير الاقتصادي والمدرس بكلية السياسة والاقتصاد جامعة بنى سويف،  أن أسواق المال بوجه عام ستستقبل هذا الخبر بتفاؤل شديد وهو الأمر الذي سيفتح شهية المستثمرين نحو الشراء.
واضاف أن ذلك يجعلنا نتوقع سيطرة اللون الأخضر فى أغلب الأحوال على مؤشرات البورصات العالمية ومنها البورصات الخليجية والبورصة المصرية وهو ما أكدت عليه فى وقت سابق أن الوقت جيد ومناسب جدا للشراء عقب ظهور المؤشرات الأولية بتقدم جو بايدن.
وأشار إلى أن ذلك يعكس تهدئة الأجواء مع الغريم الصينى فيما يتعلق بالحرب التجارية بالإضافة إلي عدم إتباع سياسة التصعيد مع الجانب الإيراني وهو ما سينعكس إيجابا على الاقتصاد العالمي الذى يحتاج سياسات عالمية رشيدة وتعاون دولي فاعل للخروج من كبوته.
فيما أكد مينا رفيق مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية،  لـ”مباشر”، أن فوز المرشح الديمقراطى جو بايدن فى الانتخابات الأمريكية قد يربك الاسواق المالية وسط ضبابية المشهد باتجهاته نحو ملفات التعامل مع أزمة كورونا و اتجاهات السياسة النقدية و المالية و بالأخص مع اتجاهاته نحو رفع الضرائب على الشركات.
وأشار إلى أن الجانب الإيجابي في فوز “بايدن” هو اتجاهه نحو عودة العلاقات مع الصين و الاتحاد الأوروبى و تخفيف اعباء التعريفات الجمركية على الشركات فى القطاع الصناعى بالاضافه الى إقرار حزمة تحفيزية ضخمة لمواجهة الآثار الناجمة عن انتشار فيروس كورونا.
ولفت إلى أن تلك الإجراءات المرتقبة حال تأكيد فوزه رسميا قد تتأثر الأسواق المالية فى مصر و دول الخليج بتقلبات الاسواق العالمية، مؤكدا أنه مازالت هناك بعض الاسهم المغرية و التى تتمتع بسيوله نقدية كافية لمواجهة تقلبات الطلب و العرض المحلى و العالمى قد تتجه نحو الاتجاه العرضى خلال هذه الفترة و من ثم تعاود الصعود مجددا بعد الاستقرار و بالتالى تعتبر هناك فرص استثمارية جيدة على المدى طويل الاجل.
ورجح محمد جاب الله رئيس قطاع تنمية الأعمال في بايونيرز، أن لاتتأثر البورصة المصرية سلبا بما يثار حول النتائج الأولية بفوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن كبار مستثمري الأسهم لم يتجهوا إلى التخارج خلال الفترة الماضية لاسيما مع حدوث الأزمة الإدراية بالبنك التجاري الدولي والتي استوعبتها البورصة ومن ثم ينتظر أن يقود سهم البنك صاحب الأكبر نسبة مشاركة بالمؤشر البورصة المصرية للارتفاع خلال تداولات الأسبوع الجاري.
ومن جانبه،  أكد محمد مهدي المستشار بأسواق المال والخبير المعتمد بالبورصة المصرية، إن مسارعة بعض رؤساء الدول الكبرى بالعالم والمنطقة العربية تحديدا تؤكد مدى استيعاب النتائج الأولية لتلك الانتخابات الرئاسية وهو ما سينعكس بالاستقرار بل من الممكن بالصعود على أسواق المال العربية.
وأشار إلى أن التفاعل بالأسواق سيكون بعد 100 يوم من تولي جو بايدن الرئاسة في شهر يناير 2021 حال تأكيد النتائج رسميا وذلك بعد إبرازه ملامح خطته الاقتصادية والتي ينتظرها العالم أجمع ولاسيما الصين بعد اندلاع الحرب التجارية مع أمريكا والتي كانت من صنع دونالد ترامب.
وقالت دعاء زيدان، خبيرة أسواق المال بشركة تايكون لتداول الأوراق المالية، إن الاسواق العربية ولاسيما البورصة المصرية تنتظر بعض التغيرات التي تدفع إلى جذب مستثمرين جدد كالطروحات الأولية وغيرها، مشيرا إلى أن تداعيات الموجة الثانية لانتشار كورونا ستكون لها الكلمة العليا بأسواق المنطقة إضافة لنتائج أعمال الشركات الفترة المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى