واشنطن تساوم الخرطوم: التطبيع مقابل رفع السودان من قائمة الإرهاب
يواجه السودان ما يشبه المساومة من واشنطن لرفع اسمه من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، عبر مطالبته بتطبيع العلاقات مع إسرائيل أولا، وفقا لما نقلته رويترز عن 3 مصادر مطلعة.
لكن ثلاثة مسؤولين بالحكومة السودانية قالوا لرويترز أمس الخميس إن السودان يقاوم الربط بين القضيتين، في الوقت الذي يصف فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه بأنه صانع سلام تاريخي في الحملة الانتخابية.
ويعود تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب إلى عهد رئيسه المخلوع عمر البشير، ويجعل من الصعب على حكومته الانتقالية الجديدة الحصول على إعفاء من الديون وتمويل أجنبي هي في أمس الحاجة إليه.
ويمثل التضخم المستشري في السودان وتراجع قيمة العملة أكبر تحد لاستقرار الحكومة الانتقالية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
ويقول كثيرون من السودانيين إن التصنيف، الذي فُرض في عام 1993 لأن الولايات المتحدة كانت تعتقد أن نظام البشير كان يدعم جماعات متشددة، بات غير مستحق بعد الإطاحة بالبشير العام الماضي. كما أن السودان يتعاون منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.
وقال مسؤول سوداني لرويترز يوم الخميس “السودان استكمل كل الشروط اللازمة… نتوقع شطبنا من القائمة قريبا”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في رسالة إلى الكونجرس الأسبوع الماضي إن الإدارة تتطلع إلى إزالة السودان من القائمة في أكتوبر.
ورفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية التعليق لدى سؤالهما عن وضع المفاوضات.
وقال مصدران أمريكيان وآخر في الخليج إنه خلال محادثات مع قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان هذا الأسبوع، لمح مسؤولون أمريكيون إلى أنهم يريدون من الخرطوم محاكاة نموذج الإمارات والبحرين وإقامة علاقات مع إسرائيل.
مساعدات تنموية
وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة عرضت على الخرطوم أيضا مساعدات تنموية وإنسانية.
وقال مصدر بالحكومة السودانية “أوضح السودان للجانب الأمريكي أنه لا توجد علاقة بين شطب السودان من قائمة الإرهاب واستكشاف خيار العلاقات مع إسرائيل”، مكررا رسالة من حمدوك إلى بومبيو الشهر الماضي.
وقال المجلس السيادي الذي يقوده الجيش إنه ناقش مستقبل السلام العربي الإسرائيلي مع المسؤولين الأمريكيين، وإن الحكومة ستناقش الموضوع داخليا وفقا لمصالح وتطلعات الشعب السوداني.
وأبلغ مسؤول أمريكي كبير رويترز أن واشنطن مستعدة لإتاحة الوقت للسودان لاتخاذ قرار، قائلا إن هناك خلافات بين الجيش والحكومة المدنية بشأن كيفية المضي قدما.
وعقد البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا مفاجئا في أوغندا هذا العام. ومع ذلك، فإن إقامة علاقات أمر حساس، إذ كان السودان عدوا لدودا لإسرائيل في عهد البشير وتعارض بعض الأحزاب في التحالف الانتقالي اتخاذ مثل هذه الخطوة.