انطلقت أعمال المؤتمر السنوي للاستثمار في لندن اليوم الثلاثاء، تحت عنوان «عصر جديد من الفرص» لمناقشة فرص الاستثمار في مصر والشرق الأوسط، وذلك بحضور عدد من المسؤولين والمتخصصين.
وقالت إي اف چي هيرميس، التابعة لبنك الاستثمار التابع لمجموعة إي اف چي القابضة، إن المؤتمر يستهدف استعراض فرص الاستثمار الجذابة في القطاعات الحيوية بمختلف الاقتصادات العالمية، بالإضافة إلى التعرف على أحدث الرؤى والمستجدات الاقتصادية دائمة التغير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وعقدت جلسة تحت عنوان «رؤى قادة الأسواق المالية السعودية حول محركات النمو في الأسواق المالية»، بمشاركة نخبة من أبرز المتحدثين، على رأسهم عبدالعزيز عبدالمحسن بن حسن، عضو مجلس هيئة السوق المالية، ومحمد الرميح، المدير التنفيذي لشركة تداول السعودية.
حوار مفتوح تحت عنوان «التشريعات كمحفز للنمو
ومن المقرر إجراء حوار مفتوح تحت عنوان «التشريعات كمحفز للنمو: إطلاق الابتكار في أسواق رأس المال والتكنولوجيا التأمينية والتكنولوجيا المالية» مع محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية المصرية مع كارينا كامل.
ويناقش المشاركون أحدث التطورات والابتكارات باللوائح التنظيمية في أسواق رأس المال وتكنولوجيا الخدمات المالية التي ساهمت في جذب الاستثمارات وتعزيز السيولة النقدية ودفع عجلة النمو الاقتصادي، كما سيُسَلَّط الضوء خلال تلك الجلسات النقاشية على الاستراتيجيات التي عززت هذه التطورات، لتوضيح أهمية توافر بيئة تنظيمية ملائمة والمبادرات التقدمية لتعزيز مكانة الأسواق العربية لتصبح مقصدًا لأهم الاستثمارات.
جدير بالذكر أن المؤتمر سيستضيف هذا العام 102 شركة عاملة في مختلف القطاعات الحيوية، بالإضافة إلى 590 ضيفًا من جميع أنحاء العالم، إلى جانب نخبة من كبار المستثمرين الدوليين ومديري الصناديق ممثلين عن 138 مؤسسة مالية دولية.
وقال كريم عوض الرئيس التنفيذي لمجموعة أي اف جي القابضة، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد العديد من الإصلاحات الهيكلية والتطورات التكنولوجية وتغير السياسات الاستراتيجية لتعزيز قطاع الاستثمار بما يواكب أحدث الاتجاهات العالمية، مشيرًا إلى أن المؤتمر الاستثماري يأتي في الوقت الذي تحولت فيه المنطقة إلى مركز استراتيجي محوري يستقطب أبرز المستثمرين الدوليين بفضل المبادرات الاقتصادية المتنوعة وقوة أسواقها المالية. وأضاف عوض أن المؤتمر يعد بمثابة منصة تساهم في تسهيل تبادل الأفكار والرؤى وعقد الشراكات واقتناص الفرص الجذابة التي تتماشى مع خطط النمو طويلة الأجل بالمنطقة.
منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
يُذكر أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نجحت في تجاوز التحديات الاقتصادية التي شهدتها الساحة الدولية بفضل مرونة خطط النمو التي تتبناها، حيث أظهرت أحدث الدراسات الصادرة عن صندوق النقد الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة إلى 2.8% في عام 2024 مقابل 2% خلال عام 2023، ومن المتوقع ارتفاعه بشكل سريع إلى 4.2% خلال عام 2025. ويرجع هذا التحسن إلى انحسار الضغوط التضخمية بفضل تراجع أسعار السلع الأساسية على مستوى العالم إلى جانب التدابير الاستباقية التي اتخذتها حكومات تلك الدول، بالإضافة إلى ذلك، تشير التوقعات المستقبلية إلى مواصلة تحقيق التعافي الاقتصادي بالمنطقة، وذلك مع انخفاض معدلات التضخم لتصل إلى معدلاتها التاريخية الطبيعية في العديد من اقتصادات المنطقة.
ومن المتوقع أيضًا أن تشهد البلدان المصدرة للنفط نموًا ملحوظًا بنسبة 2.9% في عام 2024 مقابل 1.9% عام 2023، مدفوعًا بزيادة إنتاج النفط والقطاعات غير الهيدروكربونية.
من جانبه، قال محمد عبيد، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة إي اف چي هيرميس، إحدى شركات مجموعة إي اف چي القابضة، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد إقبالًا كبيرًا من جانب المستثمرين على المستويين المحلي والدولي نظرًا لإمكانات النمو الكبيرة التي تمتلكها الدول العربية؛ نظرًا للتطور الملحوظ بتلك الأسواق، وذلك على خلفية الإصلاحات الهيكلية، والتحديثات المتتالية، فضلًا عن التحولات الهائلة التي شهدتها عدد من القطاعات، ومن بينها تكنولوجيا الخدمات المالية والطاقة المتجددة، فضلًا عن المقومات الواعدة التي تنبض بها تلك الأسواق، والمتمثلة في توفير عائدات كبيرة على الاستثمار في بعض القطاعات التي لم تحظى بمثل بهذا القدر من الاهتمام من قبل.
وأكد «عبيد» على الدور المحوري الذي تلعبه الشركة، تركيزًا على الاستدامة في طرح خدمات التحليل الأساسي العميق الذي يسمح لنا بتحديد الفرص لتسهيل وصول المستثمرين الدوليين إلى الأسواق المحلية لاقتناص الفرص المتاحة، مشيرًا إلى أهمية هذا المؤتمر في خلق البيئة المناسبة لتبادل الرؤى وإتاحة الفرصة للتواصل مع أبرز الشركات والمستثمرين والمسؤولون الحكوميون وهو ما سيثمر عن تحقيق نتائج استثمارية ملموسة وتعزيز المرونة الاقتصادية والشمول المالي، فضلًا عن تعظيم الاستفادة من عقد الشراكات الجديدة لصياغة مستقبل مزدهر ومستدام بالمنطقة.