تقارير

باحثة: التهاب البنكرياس مرض خطير والغذاء مفتاح الوقاية والعلاج

داليا حسن: النظام الغذائي السليم يُقلل من خطورة المرض

أكدت الدكتورة داليا حسن، الباحث بمعهد تكنولوجيا الأغذية، أن البنكرياس يعد من الأعضاء الحيوية في الجسم، رغم صغر حجمه، إذ يبلغ طوله نحو 15 سم ويقع خلف المعدة والأمعاء العليا. وقالت إن البنكرياس يلعب دورًا مزدوجًا كغدة صماء تفرز الأنسولين، وكغدة خارجية تفرز العصارة البنكرياسية الغنية بالإنزيمات الضرورية لعملية الهضم.

وأوضحت أن عصارة البنكرياس مادة قلوية شفافة تتراوح كميتها بين 500 إلى 800 سم³ يوميًا، وتحتوي على إنزيمات مسؤولة عن تحليل البروتينات إلى أحماض أمينية، والنشويات إلى سكريات، والدهون إلى أحماض دهنية وجليسرول، مما يسهل امتصاصها في الأمعاء.

وأضافت أن أسباب التهاب البنكرياس لا تزال غير مفهومة بشكل كامل، لكن هناك ثلاث نظريات تفسر المرض، وهي: انسداد القناة البنكرياسية، أو رجوع الصفراء إليها من القناة الصفراوية، أو ارتداد محتويات الاثني عشر إليها.

وشددت حسن على أن التهاب البنكرياس قد يكون حادًا يظهر فجأة ويزول خلال فترة قصيرة، أو مزمنًا يستمر لفترات طويلة ويزداد سوءًا بمرور الوقت. وأكدت أن الحالات الحادة قد تستدعي دخول المستشفى لتلقي العلاج، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.

أعراض التهاب البنكرياس تشمل آلام البطن، الحمى، القيء، الإعياء، الإسهال الدهني، ونقص الوزن غير المبرر.

وفيما يخص عوامل الخطورة، ذكرت أن السمنة، وداء السكري، والتاريخ العائلي للمرض، وتناول الكحوليات، والتدخين، جميعها ترفع من احتمالية الإصابة.

وحذرت من مضاعفات محتملة مثل سوء التغذية، السكري الناتج عن تدمير خلايا الأنسولين، سرطان البنكرياس، والفشل الكلوي.

وحول العلاج الغذائي، قالت إن حالات التهاب البنكرياس الحاد تستدعي الامتناع عن الطعام والاعتماد على محاليل الأملاح والدكستروز، ثم إدخال وجبات عالية الكربوهيدرات تدريجيًا لتقليل نشاط البنكرياس. أما في الحالات المتوسطة فيُوصى بتناول وجبات صغيرة متكررة تحتوي على الكربوهيدرات والبروتين مع تقليل الدهون.

أما في الحالات المزمنة، فيُنصح المرضى بتناول مستخلص العصارة البنكرياسية مع كل وجبة، وتحديد الدهون مع السماح بالزيوت النباتية، وتعديل كمية الكربوهيدرات في حالة وجود نقص في الأنسولين. كما أكدت ضرورة تناول الفيتامينات المركبة ومنع الخمور نهائيًا.

وأكدت في ختام بيانها أن الغذاء العلاجي يُعد ركيزة أساسية في إدارة المرض، بجانب الإشراف الطبي المنتظم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى