التكنولوجيا وسلامة الشباب النفسية: بين الفرص والمخاطر
الاستخدام المفرط للتكنولوجيا يؤثر على نوم وتركيز الشباب

في ظل تصاعد وتيرة الاعتماد على التكنولوجيا بين فئة الشباب، باتت آثارها النفسية موضع قلق متزايد لدى الخبراء، حيث تشير الدراسات الحديثة إلى ارتباط وثيق بين الاستخدام المفرط للتطبيقات الرقمية، وتدهور الصحة النفسية لدى فئة المراهقين والشباب.
وتكشف التقارير أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت مصدرًا غير مباشر للقلق والإحباط، حيث تفرض ما يُعرف بـ”ثقافة المقارنة”، من خلال عرض نماذج لحياة مثالية أو صور معدلة رقميًا تعكس صورة غير واقعية للكمال، مما يؤثر سلبًا على ثقة الشباب بأنفسهم ويولّد لديهم شعورًا دائمًا بالنقص.
كما أظهرت البيانات أن الإدمان الرقمي أصبح أحد التحديات الكبرى، إذ يقضي الكثير من الشباب ساعات طويلة أمام الشاشات، ما يؤدي إلى انخفاض جودة النوم، وتراجع التحصيل الدراسي، وضعف التفاعل الاجتماعي الواقعي. ويُعزى هذا التأثير جزئيًا إلى الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الذكية، والذي يسبب خللًا في الساعة البيولوجية للجسم.
وبينما تتيح التكنولوجيا فرصًا كبيرة في مجالات التعليم والترفيه والتواصل، إلا أن الإفراط في استخدامها دون وعي قد يحوّلها من وسيلة فاعلة إلى عبء نفسي حقيقي.
ولمواجهة هذه التأثيرات، يؤكد المختصون على ضرورة التوازن في الاستخدام الرقمي، من خلال تحديد أوقات محددة لاستخدام الأجهزة، والانخراط في أنشطة حياتية خارج الإطار الافتراضي، مثل الرياضة والقراءة والتواصل الأسري، مشددين على أهمية دور الأهل والمؤسسات التعليمية في تعزيز الوعي الرقمي لدى الشباب.
وفي الختام، فإن التحدي الحقيقي في عصر السرعة والتقنية ليس في الابتعاد عن التكنولوجيا، بل في التحكم الذكي والمتوازن في استخدامها، بما يحقق الاستفادة القصوى منها دون المساس بالصحة النفسية والعقلية للشباب.